ADIL المراقب العام
عدد المساهمات : 34 نقاط : 85 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: وما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية ؟ السبت ديسمبر 18, 2010 5:20 am | |
| ما هي نصائحك وإرشاداتك للدعوة إلى الله بشكل يرضي الله ثم يرضي الناس ؟
وما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية التي يجب أن يتحلى بها ؟
الجواب :
الدعوة إلى الله فتحتاج إلى صَبْر وبَصَر . تحتاج إلى صبْرٍ وبصيرة . قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) وتحتاج إلى إخلاص . قال تعالى في آخر الآية السابقة : (وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) . نسأل الله أن يَرزقنا الإخلاص . وعلى الداعية أن يَكون بَصِيرًا بِمَا يَدعو إليه ، ولا يُشْتَرط أن يَكون عالِمًا ، فإنَّ مِن الناس من لا يُفرِّق بين الاثنين !
فَعِنْد بعض الناس إمَّا أن تَكُون عالِمًا يُشار إليك بالبَنان أو لا َتدْعُو !
ومفهوم آخر : ما أن يَتَكلِّم إنسان فيما يُحسِنه إلاَّ أقْحَمه الناس فيما لا يُحسِنُه !
والوسط هو المطلوب :
أن يَتَكلَّم الإنسان فيما يُحسِن ، ولو كان حديثا واحِدًا أوْ مسألة واحدة ، وفي الحديث : بَلِّغُوا عنِّي ولو آية . رواه البخاري .
ورأيت مَرَّة شابًّـا يؤمَّ الناس في صلاة التراويح حَسَن لصوت ولَمَّا يَطُرّ شاربه بَعْد !
وليس في هذا عيب .. يُحسِن التجويد ، ويحفظ القرآن ، ولكن هذا لا يُؤهِّله للفتوى ، فالفتوى تحتاج إلى طَلَب عِلْم ، وإلى ثني رُكَب في حِلَق العلماء .
هذا الشابّ كان الناس يسألونه بعد الصلاة ، وكان لا يَجِد غضاضة أن يُجيب !
أحدُهم مرَّة يَقول : يَصْعُب عليّ أن يَسألني أحد ، ولا أُجِيبه وأنا إمام مسجد ! وعلى مَن يَسْلُك طريق الدعوة إلى الله أن يَصْبِر على طَلب العلم ثم يَصبر على المدْعوّ
قال ابن عباس رضي الله عنهما : لَمَّا تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم قُلتُ لِرَجُلٍ من الأنصار : هَلُم نَسأل أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنّهم اليومَ كثير ، فقال : وَاعَجَبًا ! لك يا ابنَ عباس ، أترى الناس يَحتاجون إليك ، وفي الناسِ مِن أصحاب النبي عليه السلام من تَرى ؟ فَتَرَكَ ذلك ، وأَقْبَلْتُ على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائلٌ فأتَوسّدُ رِدائي على بَابِه ، فَتَسْفِي الريح عليَّ التُّرَاب ، فيخرج فَيَرَاني ، فيقول : يا ابن عم رسول الله ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك فأسألك . قال : فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس عليّ ، فقال : هذا الفتى أعقل مني .
وكان ابن عباس يَعرف لمعلّميه حقّهم ، فقد قام ابن عباس إلى زيد بن ثابت فأخذ له بِرِكابِه ، فقال : تَنَحّ يا ابنَ عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إنَّـا هكذا نفعل بعلمائنا وكُبرائنا
وبعد هذا بِزمَن قال ابن عباس : ذَلَلْتُ طَالِباً ، فَعَزَزْتُ مَطْلُوباً .
وعلى الدَّاعي إلى الله أن يَكون حريصا على هِداية الْخَلْق ، ويَكون هذا هو همّـه ، لا يَطلب حظًّـا مِن حُظوظ نفسه ، ولا يُريد رياء ولا سُمْعَة ، وأن يَتواضَع لله ثم للناس .
وأن يَحتَرِم عُقول الناس ، فلا يَتَكلَّم فيما لا يُحْسِن ، ولا يَتَكلَّم في أمْـرٍ لم يَسْبق له تحضير الكلام فيه .
فإن عمر رضي الله عنه لَمَّا أراد أن يَتكلَّم في سقيفة بني ساعِدة ، زَوَّر في نفسه كلاما لِيَقُوله .
أي أعَدّ كلامًا وجَهَّزَه .
وأن يَحرِص الداعي إلى الله على تَعلُّم العِلْم ، وأن لا يأنَف أن يَقول ( لا أدري ) لِمَا لا يَعْلَم ، ولا يستحي أن يسأل عمَّا جَهِل .
قال مَجَاهِد : لا يَتَعَلَّم العِلْم مُسْتَحي ولا مُسْتَكْبِر . وقال أبو بكر أحمد بن محمد الدينوري الحنبلي :
أخي لن تنال العلم إلاَّ بِسِتّةٍ = سأنْبِيك عن مَكنونها بِبَيانِ ذكاءٌ وحِرصٌ واجتهادٌ وبُلْغَةٌ = وإرشادُ أستاذٍ وطولُ زمان وقال :
تَمَنّيتَ أن تُمْسِي فَقِيها مُنَاظِرا = بِغَير عَناء ، والْجُنون فُنون ! وليس اكتسابُ المال دون مَشَقّة = تَلَقّيْتَها ، فالعلم كيف يكون ؟ قال ابن الجوزي : ما يَتَنَاهَى في طلبِ العلم إلاَّ عاشِق ! والعاشق يَنبغي أن يصبر على المكارِه . ذَكَر ذلك ابن مُفْلِح في الآداب الشرعية . وأن تكون الدعوة هـمّ وليستْ تِجارة ! وأن يَعلَم الداعية أن الْمَكَارِم مَنَوطَـةٌ بالْمَكَارِهِ ، كما قال ابن القيم رحمه الله . وأما مسألة القبول فهي فضْلٌ ومِـنَّـةٌ من الله . يُوضَع القَبول في الأرض لِمن أحبّه الله . وفي الحديث : إذا أحبّ الله العبد نادى جبريل : إن الله يحب فلانا فأحْبِبْه ، فَيُحِبّه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحِبّوه ، فَيُحِبّه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض . رواه البخاري ومسلم . وأن يَسأل الله دومًا القَبُول والتوفيق ، والْهُدى والسَّداد ، ففي صحيح مسلم عن علي رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قُل : اللهم اهْدِنِي وسَدِّدْني ، وأذْكُر بِالْهُدَى هِدَايتك الطَّرِيق ، والسَّدَاد سَدَاد السَّهْم .
وأن يَبْرأ مِن حَولِه وقُوّتِه إلى حَول الله وقوّتِه .
ويَنْبَنِي على ذلك أن لا يَغْتَرّ بِما حَصَّل ِمن عِلْم ، وان يَعْرِف ويَعتَرِف بأن الفَضْل لله ، وما بِه مِن نِعْمَةٍ فَمِن الله .
وأن يُكثِر من الاستغفار خاصَّة إذا أُغْلِقَتْ عليه المسائل .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اسْتَغْلَقَتْ عليه مسألة استغفر أكثر من ألف مرّة حتى تُفْتَح له وُجوه الحقائق .
عدل سابقا من قبل ADIL في الأحد ديسمبر 19, 2010 10:01 am عدل 1 مرات | |
|
abdennour نائب المدير
عدد المساهمات : 25 نقاط : 48 تاريخ التسجيل : 15/12/2010
| موضوع: رد: وما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية ؟ الأحد ديسمبر 19, 2010 4:10 am | |
| | |
|
ADIL المراقب العام
عدد المساهمات : 34 نقاط : 85 تاريخ التسجيل : 17/12/2010
| موضوع: رد: وما هي طرق الدعوة ؟ وما هي مواصفات الداعية ؟ الأحد ديسمبر 19, 2010 10:03 am | |
| | |
|